الضميد ذهبية
الدولة : عدد المساهمات : 294 تاريخ التسجيل : 13/12/2010 العمر : 54 الموقع : شباب تاقرفت المزاج : تمام
| موضوع: - واحة سوكنه السبت 17 مارس 2012, 3:32 pm | |
| - واحة سوكنه
واحة سوكنة ضمن واحات الجفرة وابرزها كهون وودان ، تقع الى شمال منطقة الهاروج الاسود بمسافة 30 كيلو متر .. وما ان تتوارى قليلا للقادم من الجنوب سفوح الجبال الحجرية السودا حتى يفجأ بإطلالة الارض المنبسطة حيث واحة سوكنة التي يوشح اطراف المدينة اشجار النخيل ، والمساحات الخضراء المعتمدة على ابار الرى وسط صحراء قاحلة ممتدة , لذا فالثمور بأنواعها وعلى وجه الخصوص الدقلة والخضراي والتغيات تشكل مصدرا هاما للغذاء بالامس كما اليوم ، وهناك تلحظ الوديان والجبال التي تسور الواحة ، ولا يغيب عن ناظرك الاعشاب الصحراوية المتناثرة ، حيت المراعي الطبيعية في الاعوام الخصيبة للمواشي والآبل .
ساكنة المدينة يحافظون على تراثهم الليبي الأصيل العريق في كل تفاصيله اليومية , تلمس ذلك في كرمهم ودماثة اخلاقهم وترحيبهم بالضيف كعادة اهل الصحراء عموما.
.
تشير المصادر التاريخية إلى أن تأسيسها يعود إلى استيطان بعض القبائل الليبية القديمة بمنطقه سوكنة وذلك خلال الألف الأول قبل الميلاد , وتذكر المصادر أسماء تلك القبائل الليبية التي كانت من بينها قبيلة البسيلي وقبيلة الناسامونيون جمع ناسمون , وهذه كان لها دورا مهما وبارزاً في مقاومه وصد الغزاة الإغريق والرومان لعدة قرون , وكانت سوكنة أحد أهم الحصون التي بقت لعدة قرون لم تسقط في يد الرومان , على خلاف المناطق الساحلية وحتى المنطقة الممتدة إلى حدود الحزام الصحراوي في ليبيا , هذه المقاومة الطويلة زمنيا , يردّها المؤرخون إلى التحالف الذي أقامته القبيلتان مع قبيلة أخرى ليبية كانت تستقر في مناطق ترهونة وسوف الجين وتدعى الماكاي , على أن تعاون متواصل مع الفينيقيين بقرطاجة كان قائما بالفعل بين هذه القبائل وقرطاج .
ما تزال بقايا وآثار القرى والتجمعات السكنية و التي أنشأتها القبائل المذكورة وتعرف الآن ب القصور , وهي تتواجد وسط أشجار نخيل التي تحيط بالمدينة ويطلق عليها اسم “القصور” .
إذا كنت من عشاق الصحراء والرمال يمكنك أن تستمتع بأجواء جميلة مع الكثبان الذهبية ليس بعيدا عن أطراف سوكنة المدينة , ويمكنك مشاهدة آثار على هيئة أطلال لمدن قديمة يعود تأسيسها إلى الألف الأول قبل الميلاد , يمكنك أيضا مشاهدة المسجد العتيق الذي يعود رفع بنيانه إلى القرن الخامس عشر ميلادي وكذلك القلعة التي تعتبر أكبر مباني المدينة .
هناك أيضا يمكنك زيارة سد وادي الوشكة و منتزه قطيفة , حيث تمتد الوديان الطبيعية الجافة في محاداة قدم الجبال السوداء وعلى امتداد البصر ويمتد اللون الذهبي على أكتاف تلك الكثبان الرملية التي تعد مسرحا مفتوحا لعشاق القيادة الصحراوية , وتعتبر وديان سوكنة منطقة مناسبة للرعي خصوصا في سنوات الخصب .
من أهم الآثار التي تشهد على ما يمكن أن نطلق عليه الفن المعماري المقاتل أو الذي يتخد موقف المتحصن , إذ تمكن المعماري الليبي في سوكنة من بناء المدن بطريقة دفاعية تمنع الداخل إليها بعد المساء , مدينة سوكنة كانت لها أبوابا تقفل أثناء الليل وكان على كل عائلة تسكن قريبا من الباب مهمتها التأكد من قفل الباب الرئيسي للمدينة , نشير إلى أن طريقة البناء في سوكنة تتقارب أو تكاد تنطبق على المعمار في شقيقتها الصحراوية غدامس , اذ تسلك نساء سوكنة طريقا يربط سقوف البيوت المتحادية بحميمية كبيرة , حيث يمكن للنساء الجارات والصديقات أن يتزاوروا عبر تلك المسالك السلسة فوق السطوح , وهو نفس خارطة السير بالنسبة للنساء فوق السطوح في مدينة غدامس .
* كانت فكرة بناء سور يحوط بالمدينة كمعصم فتاة محاط بأسورة جميلة , كانت تلك أيضا فكرة معمارية دفاعية تحصينية في البناء تعطي ضمانة و طمأ نية كبيرة للساكنة في جوف الصحراء , حيث تم بناء 33 برجا للمراقبة موزعة علي امتداد سور سوكنة العضيم , الأبراج مبنية على شكل مربعات وفي بعضها على شكل دائري , ويتراوح ارتفاع الأبراج من مترين ونصف إلى ثلاثة أمتار في بعضها , وتتراوح مساحة الأبراج من أربعة طول وعرض وحتى ستة أمتار على خمسة .
قلعة سوكنة تتوسط المدينة تماما وتعتبر أكبر المباني , حيث كانت القلعة مقرا للقائمقام والمدير وهي مقر اجتماعات المجلس البلدي , ومن هذا المكان أيضا تجبى الضرائب .
وفي سوكنه حيت الهواء العليل .. يخيم السكون .. سكون الصحراء الابدي .. وهناك يمكنك ليس فقط ان تتمتع بلحظة التأمل ، بل وقد تأتي القريحة بالعبارات الدليقة في مناخ صحراوى شاعري بإمتياز .
| |
|