1 / 1
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] نواكشوط/طرابلس (رويترز) - قال مسؤولون يوم السبت ان موريتانيا القت
القبض على عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد الزعيم الراحل
معمر القذافي بعد وصوله الى نواكشوط على متن رحلة جوية ليلية. وفور اعلان
هذه الانباء بدأ سباق ثلاثي على تسلمه.
وكان السنوسي على مدى عقود قبل سقوط القذافي باعثا للخوف والكراهية
بين الليبيين العاديين وهو مطلوب امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
بتهمة ارتكاب جرائم بحق الانسانية خلال الصراع في ليبيا العام الماضي.
لكن الحكام الجدد في ليبيا اكدوا انه سيحصل على محاكمة عادلة في
بلاده. وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا ساهمت في القبض
عليه وانها تريد ترحيله الى فرنسا ليواجه العدالة هناك مشيرة الى دوره
المزعوم في تفجير طائرة عام 1989 فوق النيجر راح ضحيتها 54 مواطنا فرنسيا.
واكد ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي نبأ اعتقال السنوسي.
وأضاف أن السنوسي اعتقل صباح السبت في مطار نواكشوط وكان برفقته شاب
من المعتقد أنه ابنه مشيرا الى أنه كان يحمل جواز سفر مزورا من مالي وقد
وصل قادما من الدار البيضاء بالمغرب.
وقالت فرنسا التي قادت التحالف الدولي مع الانتفاضة الليبية التي
اطاحت بالقذافي انها تعاونت مع السلطات الموريتانية في عملية الاعتقال
وانها سترسل مذكرة اعتقال الى موريتانيا "في الساعات القليلة القادمة".
واشار البيان الصادر عن مكتب ساركوزي ان السنوسي قد حكم عليه غيابيا
بسبب تفجير طائرة يوتا عام 1989 الذي قتل فيه اجمالا 170 شخصا. وطالبت اسر
ضحايا التفجير بتسليم السنوسي للعدالة في فرنسا.
وقال فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية "في
الوقت الحالي توجد مذكرة اعتقال له من المحكمة الجنائية الدولية وتدعو
المحكمة الى تنفيذها. ما زالت المذكرة نافذة ما لم يقرر قضاة المحكمة
الجنائية الدولية شيئا خلاف ذلك."
لكن موريتانيا ليست من الدول الموقعة على معاهدة روما المؤسسة
للمحكمة الجنائية الدولية وقال المانع ان ليبيا طلبت تسليمها السنوسي اخر
الشخصيات البارزة الهاربة من نظام القذافي.
وقال المانع أن وزارة الخارجية الليبية على اتصال بموريتانيا بخصوص
هذا الاجراء وأن الحكومة الليبية مستعدة لتسلم عبد الله السنوسي وتوفير
محاكمة نزيهة له في ليبيا.
وقال محمد الحريزي المتحدث عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مؤتمر صحفي ان ليبيا ستصر على تسليم السنوسي الى السلطات الليبية.
واضاف ان هناك مطالبات من المحكمة الجنائية الدولية ومن فرنسا للحصول على السنوسي لكن الاولوية هي تسليمه الى ليبيا.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان السنوسي يجب ان يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال ريتشارد ديكر مدير العدالة الدولية في هيومان رايتس ووتش "يجب
على موريتانيا ان تدعم قرار مجلس الامن الصادر بالاجماع بتسليم السنوسي الى
المحكمة الجنائية الدولية.
"السنوسي هارب من العدالة ويجب على اعضاء مجلس الامن الدولي ايضا ان يضغطوا على موريتانيا كي تسلمه للمحكمة."
ولم تعلق الحكومة الموريتانية على النبأ باستثناء اعلان وكالة
الانباء الموريتانية النبأ. وعادة ما تصل الرحلات الجوية من الدار البيضاء
الى نواكشوط قبيل منتصف الليل لكن عمال المطار الذين تحدثت اليهم رويترز
قالوا انهم لم يلاحظوا اي حركة غير مألوفة.
وقال مصدر عسكري ان السنوسي نقل الى مقر اقامة في ارض المؤتمرات في
نواكشوط يستخدم لاستضافة المسؤولين الاجانب ولم يتسن التحقق من هذا النبأ
على الفور.
ويشتبه بأن للسنوسي دورا رئيسيا في قتل اكثر من 1200 نزيل في سجن
ابو سليم في طرابلس عام 1996. واطلق اعتقال محامي اقارب الضحايا شرارة
الانتفاضة الليبية العام الماضي.
واتهمت المحكمة الجنائية الدولية السنوسي وابن القذافي سيف الاسلام بأنهما "مشاركان بصورة غير مباشرة" في القتل والاضطهاد.
لكن جولوم دينو دي سان مارك رئيس جمعية عائلات ضحايا تفجير طائرة
يوتا قال ان العائلات تعتمد على فرنسا في ضمان مواجهة السنوسي للعدالة بسبب
الهجوم.
وقال في بيان "لم نفقد الامل ابدا في ان المسؤولين عن هذا الهجوم الاكثر فتكا على فرنسا سيواجهون العدالة."
واثار اعتقال السنوسي رد فعل مساويا في القوة في شوارع طرابلس.
وقال مصطفى جحيمة المقيم في طرابلس "السنوسي هو الصندوق الاسود للقذافي ولديه كثير من المعلومات."
بينما قال المواطن عبد الله المري "هذه لحظة مهمة للشعب الليبي. كنت اتمنى ان يعتقل هنا."
واعتقل سيف الاسلام بينما كان متخفيا في زي بدوي في الصحراء في
نوفمبر تشرين الثاني وهو في انتظار محاكمته في ليبيا في اتهامات بالاغتصاب
والقتال. ويقول المجلس الوطني الانتقالي انه سيحصل على محاكمة عادلة لكن
انصاره يريدون ارساله الى لاهاي.
من لوران بريور وطه زرقون